دعوني أذكركم بأن أسواق الأوراق المالية ليس فقط في الولايات المتحدة ، بل في عدد من الدول الآسيوية في نهاية الأيام الخمسة الماضية حدث لها انخفاض بشكل حاد ، مما تسبب في حالة من الذعر بين التجار. حيث تمكن دونالد ترامب من إلقاء اللوم على الاحتياطي الفيدرالي ، الذي كان أعضاؤه ، حسب رأيه ، "مجانين" ، مما رفع سعر الفائدة. حسنًا ، تم إصدار "مكافأة" لكل هذه البيانات الضعيفة جدًا حول التضخم في الولايات المتحدة ، والتي استكملت الصورة القاتمة. ونتيجة لذلك ، بدأ السوق يشك في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يسرع وتيرة تشديد السياسة النقدية في العام المقبل - وانخفض احتمال رفع سعر الفائدة في ديسمبر من 82 ٪ إلى 75 ٪.

لذلك ، كان السلوك المستقبلي لسوق الأوراق المالية ذو أهمية كبيرة بالنسبة لمتداولي سوق العملات ، وخاصة بالنسبة لثيران الدولار. يشير الانتكاس في الانهيار أو المزيد من الانخفاض إلى الاتجاه الذي لم يعد بإمكان بنك الاحتياطي الفيدرالي تجاهله. ولكن ، على ما يبدو ، تم تسوية الوضع - على الأقل في الوقت الحالي. وبما أن سوق الصرف الأجنبي ، كقاعدة عامة ، يعيش "اليوم" ، علّق مؤشر الدولار انخفاضه واستقر عند حدود 95 نقطة. بدأ عائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات ، والتي أثارت بشكل مباشر انهيار أسواق الأسهم ، في الانخفاض تدريجيا ، على الرغم من أنه في الوقت الحالي لا يزال يتجاوز عتبة الثلاثة في المئة.

وبعبارة أخرى ، أصبح السوق أكثر حذرا من الدولار (مقارنة مع الفترة من سبتمبر) ، ولكن في الوقت نفسه لم يفقد الدولار جاذبيته ، حيث أن فرص زيادة ديسمبر لا تزال مرتفعة. حيث تؤكد تقارير سي إف تي سي الأسبوعية استمرار الطلب على العملة الأمريكية ، في حين يستمر المضاربون في التخلص من اليورو.

لا تسمح مثل هذه الظروف لزوج لليورو / دولار بالتغلب على مستوى المقاومة الرئيسي عند 1.1620 ، على الرغم من أن الثيران في الزوج اختبرت بشكل متكرر الرقم السادس عشر في الأيام الأخيرة. ولكن حتى الدولار الضعيف كان أقوى من اليورو ، الذي يعاني من "مشكلات الأمتعة" ، ليس أقل من الرواية الطويلة في ميزانية إيطاليا ، منتهياً بآفاق غير مؤكدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبالتالي ، يتحرك هذا الزوج تدريجيًا في قوة الاتجاه الهبوطي - ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار الأطر الزمنية فوق المستوى اليومي ، فسيكون زوج اليورو / دولار في نطاق واسع ، بين 1.1460 و 1.1620.

يمكن أن تسبب أحداث الأيام القليلة القادمة (بما في ذلك اليوم) تقلب قوي في الزوج ، وهذا من الممكن ان يؤدي إلى تحرك خارج نطاق حدود السعر المذكورة أعلاه. وقبل اي شئ ، نحن نتحدث عن بركست، الذي سيقرر مصيره اليوم في بروكسل. وعشية انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي ، عبّر السياسيون عن وجهات نظر متضاربة حول النتيجة المحتملة للاجتماع - أكد بعض الصحافيين أن "الصفقة تمت الموافقة عليها تقريباً" ، في حين حث آخرون على الاستعداد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "الصعب". خلق هذا القطبية من الآراء دسيسة التي سيتم حلها حرفيا اليوم أو غدا. إذا فشلت المفاوضات مرة أخرى ، فإن اليورو سوف يتبع الباوند، ينهار. من المنطقي أن نفترض أنه في سيناريو بديل ، سيكون زوج يورو / دولار قادرًا على اختبار علامة 1.1620 مرة أخرى.

حيث وبغض النظر عن نتيجة قمة الاتحاد الأوروبي ، فإن مشكلة الميزانية الإيطالية تعلق أيضا على اليورو. في بداية الأسبوع ، تلقى رئيس المفوضية الأوروبية مشروع ميزانية إيطاليا بعجز قدره 2.4٪. اسمحوا لي أن أذكركم أن الإيطاليين لم يتجاوزوا المعيار المسموح به في الاتحاد الأوروبي ، الذي أنشئ على مستوى ثلاثة في المائة ، ولكنهم في الوقت نفسه انتهكوا وعودهم الخاصة ، والتي تفيد بأن العجز سيكون عند مستوى 0.8 ٪. يجب أن يتبع الآن رد فعل رسمي من المفوضية الأوروبية إلى إجراءات روما.

وعلى الأرجح ، سترفض بروكسل مشروع الموازنة هذا ، ما لم يقنع ممثلو إيطاليا زملائهم في قمة الاتحاد الأوروبي بالعكس (وهو أمر غير مرجح). خلاف ذلك ، ستضطر روما إلى إنهاء الميزانية وتوفيقها مع قيادة الاتحاد الأوروبي حتى نهاية نوفمبر. ومن المرجح أن تنقح الوثيقة ، فإن السلطات الإيطالية ستظل تنازلات ، كما في هذه الحالة ، تحولت المسئولية السياسية إلى حد كبير إلى أكتاف بروكسل. ومع ذلك ، هذا مجرد افتراض قد لا يتحقق.

على أية حال ، فإن العملة الأوروبية تتعرض الآن لضغوط من جانبين- الجانب الاول هو من بركست ، والجانب الاخر - إيطاليا. حيث سيسمح حل إحدى المشاكل لمشترين زوج اليورو / دولار بالدخول إلى الرقم 16 مرة أخرى ، بعد اختبار مستويات المقاومة للصعود. وإلا ، فإن الزوج سيعود إلى قاع الرقم الـ 14.